مرسوم من سلطنه الفراق

مرسوم من سلطنة الفراق


هو الفراق قضى فلا تعلي الندائاتي
ما عاد في روض الغرام قصيدةٌ تتلى
كي نلتقي وعداً توضئ بالصفاء
فالنار في روضي هي الأعلى
و مات من ضلم الجراح هواك مولاتي

صلي عليه و كفني أشواقهُ
وأنسي بصدرك دفئه و حنانهُ
أقسي عليه أذا دعاك عناقهُ
هو ما تبقى في دمي احراقهُ
ندمٌ تفجر في الضلوع
رافعاً بالدمع راياتي

عيشي فبعدي لن تلاقين الهوى
فالعشق ما يبقي جوى
أني الوفاء الخالدو
كل الذين عرفتهم لا يشبهو ذاتي

أنا الذي أسست في صدر الهوى دول الوفاء
و إلتزم بقوانين المنتدىرت سيف الجرح قانون العناء
ألغيت بند العذل أني من أقلت وزيرها
حرمت على نفسي مهادنت الفراق
شيدت سوراً عالياً
و أذبت من قطر الحديد عليها
كثفت عطر الورد أذرعة العناق
كي لا يزور حبيبتي شكاً
لكي تحيا بغير كآبتاً فيها
كي تبصر العشق العفيف عبر مرآتي

دهراً حكمت مدينتي المثلا
أنقذت آلافاً من القتلا
أعلنت عن أولا المشانق
كي تنفي العذلا
وبعدما رصعت بالدفئ المكان
و بعدما زينت صدر حبيبتي بلأقحوان
قلبوا في عهدي النظام
و زوجوا غراب بين بما يرق من الحمام

و كأنني بالعنف بايعني النساء
أأنا الذي بالغدر فجر ميراث الدمع
في دولتي أم أنني رب الشقاء
ف رجعت مهزوماً
و تاج المخلوع في يدي قد صار نار
فالغدر قد حكم الحصار
إين الفرار و طاعني يجري على نفس المدار
والجرح في لغتي حكى
بالصمت ما لا يستطيع قوله
لسن الحوار
إين الجوء وعاذلي يخطو على أثر النزيف
الريح لا تدعو الغبار

كي أنقذ الأسرى و أخرج ليلي المقتولا
من طول آهاتي

أنا لن أموت أذا جفيتي
لن أكون العاشق الوجلُ
مما وراء الغد من حلمٌ تلاشى
حينما عذلُ
بالدمع عانقت الحياة
أنني بالحزن أرتجلُ

سيري فبعدي لن تلاقي الضل
لا غيماً و لا شجرُ
فأنا انحصار الضل صدري
و صفاتي فيها الهوى أصدق من أطلالة القمرُ
و الدفئ من ما يعشق السحرُ
فكئني رحل الهوى إن تفهمي ذاتي

أعطيتها حباً تضيق على صفاه العاشقون
و حملتها في أعيني ماءٌ
تزين بمنضرها العيون
ورفعتها فوق الغرام فقاتلي
لما خشى هول الصعود هوى براياتي

فغدت حياتي قربها شبحٌ غريب المنضرُ
أصبحت أبصر في رباها الموت
إن أشوق شم أزاهرُ
فكلما أستسقي سحائبها
تهمي رفيفاً أحمرُ
فالجرح دوني من ورائي هو أمامي عن يميني
و هو يغدو أيسرُ
وأذا رجوت الصبر
نادت روحي باسم المسراتي

لا ترتجي وصلاً لنا
أو تذكري حلماً بأيدينا قتلناهُ
قد بدلت فيك السماحة و الحنان
ما عدت أحسس في ذراعيك الأمان
هل تذكري آخر بسمةٍ
تلت سطور قصتنا الحزينة
زعزع من ومضها صمت المكان
قد كان آخر فرصةٍ عشنا لها
و اليوم آه اليوم قد متنا بها
و مات في الأرواح مغنانا و مغناهُ
فدعي اللقاء صغيرتي
قد ضقت حملاً من جواي و حيرتي
فلقد تضيق مداي من أصداء أناتي
فنسي حكايات اللقا
واستسلمي بالرفق مرسوم النهاياتي